من الأدب الراقي في السياقة عند بعض الشعوب

عالم فيراري – رحلتي إلى دبي وأبو ظبي – الجزء 6
30/06/2017
البحث في جوجل - صورة
انت لا تعرف البحث في جوجل! (اذا لم تعرف هذه الإشارات)
19/07/2017
اظهر الكل

من الأدب الراقي في السياقة عند بعض الشعوب

أعرض في هذه المقالة بعض الآداب الراقية المتعلقة بالسياقة. فهلا نطبقها في بلادنا وسفرنا؟ 

  • لقد عشت مع عائلتي في دولة جنوب افريقيا بين سنة 2008 و 2010. هذه دولة مذهلة من حيث الآداب العامة. فمن اجمل العادات هناك هي انهم يحيّون بعضهم البعض ويسألون عن حالهم أيضا ولو كانوا غرباء. اي انهم لا يكتفوا بقول “مرحبا” وانما دائما يتبعون ذلك ب-“كيف حالك؟”، والآخر يجيب “انا بخير شكرا. كيف حالك انت؟ “.
  • هذا الأدب يتمثل في جنوب افريقيا في الشارع أيضا. فمن الآداب الرائعة التي رأيتها وتبنيتها في السياقة هي أن تعطي اشارة “شكرا” للسائق الذي أحسن اليك من خلال استعمال الزر المثلث الأحمر والذي يشغل مؤشرات الانعطاف الاربع. عادة تستخدم هذه الإشارات للانذار أو الشكوى، ولكن في دولة جنوب افريقيا (واليابان ورومانيا كما فهمت)، أنت تشكر من أسدى لك معروفا بواسطة هذه الإشارات. فمثلا: اذا ابتعد سائق عن مسار التجاوز لكي يسمح لك بتجاوزه أو سمح لك بالدخول أمامه في مسلكه في ازمة سير فإنك تشكره من خلال تشغيل المؤشرات لوقت قصير (مرتين أو ثلاث على الأكثر). حتى أن في حالة وجود مركبة خلفك تضيء عليك بالضوء العالي، فيمكنك استعمال نفس الزر مرتين. المرة الأولى للشكوى/التنبيه، اي لطلب تخفيض الضوء العالي، وإذا قام السائق الآخر فعلا بذلك فإنك تستعمل الزر مرة أخرى ولكن هذه المرة للشكر.

زر صغير ولكن ذو معان ٍ مختلفة كبيرة

  • هناك من السائقين من يقول لك “عفوا” من خلال تغيير الضوء إلى العالي مجددا لثانية واحدة.
  • سائقي الشاحنات في جنوب افريقيا ينتقلون إلى حافة الطريق لكي يسمحوا لك بتجاوزهم اذا كنتم في طريق ذا مسار واحد. لقد رأيت هذا الأمر في بعض الحالات في بلادنا والحمد لله .
  • في جنوب افريقيا، اذا تعطلت الإشارات الضوئية، جميع السائقين ينتظمون بشكل تلقائي بحيث يتحول نظام المفرق إلى دور مرتب فتدخل سيارة واحدة من كل شارع مشارك في المفرق، ومن ثم ينتقل الدور إلى الشارع الآخر.
  • من آداب السياقة التي سمعت عنها وتبنيتها: اذا كنت على مسار التجاوز وأردت تجاوز من أمامك فيفضّل أن تطلب منه/منها الابتعاد بشكل لطيف من خلال استخدام المؤشر الغماز (وليس الضوء العالي)، وذلك لأن من أمامك قد لا يكون قد انتبه انك وراؤه فتساعد حركة الغماز على تنبيهه. واذا لم يجد ذلك نفعا فعندها تقوم “بالتصعيد” من خلال استخدام الضوء العالي? أو البوق ? .

انا تبنيت هذه الآداب منذ أن جربتها أو سمعت عنها. أدعوكم لتبنيها أيضا لتحويل شوارعنا من حروبات إلى أخلاق ?

اذا انتبهتم إلى آداب أخرى أثناء سفركم، رجاء أن لا تبخلوا علينا من خلال إضافتها إلى التعليقات.?

4 Comments

  1. يقول حميدو يونس:

    كنت قد ذكرت نوع من آداب السياقه في بوخارست رومانيا، وأود أن أذكر بعض المواصفات اللتي يتحلى بها الشعب الإيطالي كوني أعيش هنا منذ سنوات:
    ١-على الطريق العام، ال highway, المسلك الأيمن هو مسلك للشاحنات، المسلك الأوسط هو لباقي السيارات، المسلك الأيسر تقوم باستعماله فقط في حال أردت التجاوز، مستحيل تشوف واحد ماشي ٩٠ عالشمال وعامل وراه ازدحام..
    ٢- في داخل المدينه هناك مناطق معينه لا يمكنك المرور بها بالسياره إلا إذا كنت من سكان تلك المنطقه وبهذه الحاله يكون على زجاج السياره بطاقه خاصه ليعلم الشرطي إنك من من يمكنهم العبور وهذا طبعا لتخفيف ضغط السير في تلك المناطق،
    ٣- منطقه وسط البلد، أو ما يسمونه centro storico, هذه منطقه تكون في أغلب المدن جميله جدا ومليئة بالسواح، لذلك لا يمكن للسيارات التواجد في تلك المنطقه حفاظا على الهدوء ، فقط الدراجات والباصات وسيارات الاجره يمكنهم التواجد هناك،
    ٤- بين الحين والآخر يقوم المجلس بتوزيع بعض أيام الأسبوع على ارقام السيارات، اي أنه إذا كانت سيارتك تبدأ برقم فردي، يمكنك التجول في المدينه يوم الأحد الأربعاء والجمعه مثلا، وذلك من اجل التخفيف من التلوث(هذا يحدث فقط في بارما حيث اسكن، لأنها مدينه صغيره ويمكن لك الاستغناء عن السياره ليوم أو يومين كل أربع أو خمس أشهر دون أن يحدث لك ذلك مشكله حقيقيه علما أن المجلس يقوم باعلام المواطين قبل بفتره حتى تكون عامل حسابك)

    أود أن أذكر إني قمت برحله إلى سويسرا السنه اللي فاتت لكن لا أستطيع أن أذكر ما رأيت هناك لأنه ببساطه بدها جريده سعيتها?

    • يقول كريم:

      شكرا لمرورك حميدو ?
      ما ذكرت هي آداب يفرضها القانون في الغالب ولذلك اعتبرها نظاما أكثر من كونها آدابا.
      أما بالنسبة للمقالة فقد ذكرت الآداب النابعة من المنظومة الأخلاقية المتفق عليها في تلك المجتمعات دون أن يكون هناك أي علاقة للقانون .

      ولا شك عندي أن النظام في الدول الأوروبية راق جدا وذا مستوى عال. وكم اتمنى ان يكون ذلك النظام في بلادنا وفرضه على الناس صارما كما هو عندهم لأن “من أمن العقوبة أساء الأدب”.

  2. انا الان متواجد في تايلاند..
    من اداب السياقه هنا، عدم استعمال “الزامور” اطلاقا، لدرجة اعتقدت انه ممنوع حسب قوانين الدوله، من منطلق عدم ازعاج السيارات او البيوت المجاوره للشارع..

    عند استعمالي للتاكسي، متعارف هنا في بداية المشوار، يسالك السائق اين متوجه، يخبرك بالتكلفه مسبقا، ويخبرك بوقت السفر المقدر للوصول، بحيث لا تشعر بالضجر، اضف الى ذلك وجود ماء بجانب الكراسي كخدمه من سائق التاكسي في حال شعرت بالعطش اثناء السفر..

    في ساعات معينه مثلا بين ال 3 الى 5 ، ساعات بها ازمه في البلد، يمتنعون كليا من الاصطفاف في الشوارع المزدحمه(مع انه هناك مكان مخصص للاصطفاف) وذلك لتوسيع الشارع وفتح مسار اخر لتخفيف الازمه (بعض الشوارع بها قانون ملزم بهذا التصرف، الا ان ثقافة البلد هنا والجو السائد يجبرهم بعدم ركن سياراتهم في ساعات الازمه.

    عندهم في اداب السياقه، الارجح دائما اعطاء اولويه ، على الدوار منعطفات او او او .. السائق ليس بحاجه للمخاطره او الانعطاف بسرعه بسبب كثرة السيارات في الشارع الرئيسي، اغلب السائقين يميلون لتخفيف السرعه واعطاء اولوية لاي سيارة تنتظر للانعطاف .

    • يقول كريم:

      شكرا لمرورك ومشاركتك اخي وسيم ومبارك الزواج 🙂
      لقد أخبرني اخي كمال انه لم ير في حياته شعبا أكثر أدبا من شعب تايلاند ولذلك لا استغرب بالمرة مما كتبت 🙂
      شكرا مجددا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *